ما معنى عبارة "المسيح ابن الله" لغير المسيحي؟



ليس الكلام إطلاقًا عن الأبوّة المادية التي يخشى المسلمون أنها المقصودة عندما نقول إن المسيح هو ابن الله بل أن قولنا «الكلمة» هو مرادف لقولنا ابن الله، وأنّ الإنجيل قد دعاه الكلمة مثلما دعاه القرآن أيضاً. وابن الله تدلّ على ولادة المسيح من روح الله القدوس. نحن نقول بأن المسيح هو إبن الله رمزياً ومعنوياً لا مادياً مبتذلاً، وهذا يجب التأكيد عليه في البداية.


عندما يدعو المسيحي يسوع ابن الله، فإنه بهذه التسمية يشير إلى إيمانه بأن الله أدخل يسوع في علاقةٍ معه حميمةٍ فريدة، وأن رسالة الله الأزليّة وغير المخلوقة سكنت في يسوع. ولقب «ابن الله» يشير إلى معرفة متبادلة حميمة (يسوع يَعرف الآب)، وإلى وحدةٍ في الإرادة (يسوع لا يعمل إلا مشيئة الآب). قطعًا الكلام هنا عن ولادة روحانية كولادة الشعاع من الشمس وولادة النور من النور وولادة الشرر من الاحتكاك وولادة الطاقة وولادة أشياء عن الطاقة نفسها والطاقة التي تفنى ولا تستحدث بل تتحول من شكل إلى آخر. وكيف يكون تحولها؟ إنها الولادة وولادة كهذه ليس فيها ما ينتقص من الطاقة أو يقلل من قيمتها أو يصفها مثلا بالـ "نجاسة" إذ أنه لابد أن تولد أشياء عن الطاقة الشمسية.


قياسًا عليه، والكلام هنا على المستوى الروحاني، لابد أن يولد المسيح من أبيه فينبثق عنه في ولادة روحية، أزلية أبدية. وهذا معنى قول المسيح: من عند أبي "خرجت".